قصة عجوز حكيمة
امرأة عجوز حكيمة ليها من الأبناء ثلاثة، أرادت أن تزور كل واحد منهم على حدى، وكانت الزيارة الأولى للابن الأكبر، باتت المرأة العجوز عندهم بالمنزل، وبوقت صلاة الفجر طلبت العجوز من زوجة ابنها أن تحضر لها الماء حتى تتوضأ للفجر، وبعدما توضأت العجوز قامت بسكب بقية المياه على فراشها، وفي الصباح الباكر عندما أحضرت لها زوجة ابنها طعام الإفطار أخبرتها قائلة: “هذا حال الكبار، اعذريني يا ابنتي”، وأشارت بيدها على الفراش، ثارت الزوجة غضبا على والدة زوجها، وأسمعتها أسوأ الكلام، وحذرتها من عدم غسل كل الفراش، كان ابنها يقف ولم يفعل شيئا على الإطلاق، غسلت العجوز الفراش ومن ثم غادرت لمنزل ابنها الأوسط.
بمنزل ابنها الأوسط فعلت نفس ما فعلت بالضبط، وكان لزوجته نفس التصرف من علو بالصوت وثورة هائجة وتعصب على العجوز، قامت العجوز بغسل الفراش جميعها، وأخذت ثيابها ورحلت لمنزل ابنها الأصغر.
وهناك فعلت فعلتها بعينها، سكبت بقية مياه الوضوء على الفراش وادعت أنها تبولت على نفسها، ولكن زوجة ابنها بطيب خاطر ربتت على ظهرها وقالت بهدوء شديد: “وماذا في ذلك يا أمي، هذا حالنا جميعا عندما يتقدم بنا السن، ألم نفعلها مرارا وتكرارا على ملابسكم وفراشكم حين كنا صغارا”، وضعت الفطور على الطاولة، وجهزت لها حمامها وساعدتها على تبديل ملابسها والتطيب، ومن ثم أخذت كل الفراش وقامت بغسلها وتطيبها بالعطر أيضا.
هكذا كان اختيار الأم العيش مع ابنها الأصغر وزوجته التقية النقية